0
يُحكى أن رجلا ً من سكان الغابات كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة، وبينما كان سائرًا معه في أحد الشوارع المزدحمة التفتً إلى صاحبه. وقال : "إنني أسمع صوت الحشرات وسط هذا الجو الصاخب"
أجابه صديقهُ متعجباً: "ماذا تقول، كيف تسمع صوت الحشرات في هذا الجو الصاخب
قال له رجل الغابات: "إنني أسمع صوتها، وسأُريك شيئاً"
أخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية، ثم ألقاها على الأرض.
في الحال التفتت مجموعة كبيرة من السائرين ليروا النقود الساقطة على الأرض.
واصل رجل الغابات حديثه قائلاً: "وسط الضجيج، لاينتبه الناس إلا للصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم. هؤلاء يهتمون بالمال، لذا انتبهوا لصوت العُملة، أما أنا فأهتم بالأشجار والحشرات ، لذا فصوتها يثير انتباهي.


[post_ad]
قال ابن الجوزي رحمه الله :
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35].
ليس عجبا أننا وجدنا سلفنا الصالح شديدي الحرص علي الآخرة ولم يكن همهم الدنيا فكان أكثر دعائهم اللهُمَ لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا و لا إلي النار مصيرنا، و اجعل الجنة هي دارنا و قرارنا يا رب العالمين.

إرسال تعليق Blogger