0

التحق المنتخبان التونسي والمغربي بركب القافلة العربية المتأهلة إلى كأس العالم روسيا 2018. وبلغت تونس النهائيات، للمرة الخامسة في تاريخها، بتعادلها مع ليبيا، فيما فاز المغرب على كوت ديفوار ضمن منافسات الجولة السادسة الأخيرة من الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية.

تونس – سيشهد المونديال الروسي 2018 ظهور 4 منتخبات عربية، وهي السعودية، ومصر، وتونس، والمغرب. وبلغ المنتخب التونسي نهائيات كأس العالم الصيف المقبل للمرة الخامسة في تاريخه بتعادله مع ضيفه الليبي 0-0 في الجولة السادسة الأخيرة من الدور الحاسم للتصفيات الأفريقية.

ورفعت تونس التي كانت في حاجة إلى نقطة التعادل لضمان التأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ 2006، رصيدها إلى 14 نقطة في صدارة المجموعة الأولى، مقابل 13 لأقرب منافسيها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي فازت السبت في مباراة أجريت في الوقت نفسه، على ضيفتها غينيا 3-1.

وسيبحث “نسور قرطاج” الصيف المقبل عن بلوغ الدور الإقصائي للمرة الأولى، بعد توديعهم من الدور الأول في 1978 و1998 و2002 و2006. وباتت تونس رابع منتخب عربي يبلغ النهائيات بعد السعودية من آسيا ومصر والمغرب (ضمن تأهله السبت أيضا على حساب كوت ديفوار) من أفريقيا التي تأهل عنها أيضا منتخبا نيجيريا والسنغال.

وفي المباراة الثانية، حققت الكونغو الديمقراطية فوزا متأخرا على غينيا بأهداف عثمان سيديبيه (خطأ في مرمى فريقه) وجوناثان بولينغي ونيسكنز كيبانو، مقابل هدف كيتا جونيور.

وأبدى التونسيون فرحتهم ببلوغ منتخب بلادهم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا على رغم التعادل السلبي مع منتخب متواضع نسبيا وأداء لم ينجح في ترجمة الفرص إلى أهداف. وأقبل التونسيون بحماس كبير على متابعة المباراة الأخيرة لـ”نسور قرطاج” في التصفيات الأفريقية، حيث امتلأت بعض المقاهي قبل نحو ساعتين من موعد المباراة التي أقيمت على ملعب رادس. وفي العديد من أحياء تونس، بدت مظاهر الاحتفال خجولة، حسب ما أفادت وسائل الإعلام.

وطالب مدرب منتخب تونس نبيل معلول بإرجاء الحديث عن برنامج تحضيرات مونديال روسيا والاستمتاع في الوقت الحالي بفرحة التأهل بعد التعادل في مباراة ليبيا. وصرح المدرب للصحافيين بعد المباراة “لنعش اللحظة التاريخية الحالية المهمة للشعب التونسي ولنا أيضا. لا نريد التفكير بالمستقبل الآن. بعد الأول من ديسمبر سنبدأ الحديث عن منافسينا ومجموعة المونديال والتحضيرات”. وأضاف نبيل معلول “الأهم من التتويج والذهاب إلى كأس العام، هو فرحة التونسيين”.

وبخصوص أداء المنتخب الذي وجد صعوبة في المباراة أوضح معلول “هذه مباريات تربح ولا تلعب. كان هناك ضغط على اللاعبين وأنا شخصيا لم أعرف لاعبي المنتخب أثناء المباراة”. وتابع معلول “أغلب اللاعبين كانوا صغار السن وسلط عليهم ضغط إعلامي كبير”.

وعادت تونس إلى أجواء المشاركات في المونديال للمرة الخامسة في تاريخها بعد غياب عن النسختين الماضيتين. وفي مشوار التصفيات فازت تونس في أربع مباريات وتعادلت في مباراتين.
عودة أسود الأطلس
طغت أجواء الاحتفالات على شوارع المدن المغربية بعد فوز المنتخب 2-0 على كوت ديفوار في الجولة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018، ما أتاح لـ”أسود الأطلس” العودة إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1998. وتمكن المنتخب بقيادة المدرب الفرنسي هيرفيه رينارد، من تحقيق حلم انتظره المغاربة عقدين، وأتى بعد أسبوع من تحقيق إنجاز آخر تمثل بفوز فريق الوداد البيضاوي بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثانية في تاريخه والأولى منذ 25 عاما، وذلك على حساب الأهلي المصري. وتحولت شوارع المدن المغربية، لا سيما الرباط والدار البيضاء، إلى ساحة من المد الأحمر، وسط ترداد شعار “ديما مغرب (دائما المغرب)”، وإطلاق العنان لأبواق السيارات والهتافات الاحتفالية ببلوغ المونديال الروسي المقرر انطلاقه في يونيو المقبل.

وكان المغرب في حاجة إلى التعادل فقط لبلوغ العرس القاري للمرة الأولى منذ مونديال 1998 والخامسة في تاريخه، بيد أنه حقق الفوز، وهو الثالث له في التصفيات، فأنهاها في صدارة المجموعة برصيد 12 نقطة دون خسارة ودون أن تهتز شباكه، بفارق 4 نقاط أمام كوت ديفوار التي فشلت في التأهل للمونديال الرابع تواليا.

ونجح مدرب المنتخب المغربي رينارد في رهانه، كونه وضع التأهل لكأس العالم هدفا في عقده لدى تعيينه مكان بادو الزاكي. وهي المرة الأولى التي ينجح فيها رينارد في قيادة منتخب إلى نهائيات كأس العالم في مسيرته التدريبية المتوجة بلقبين في كأس الأمم الأفريقية مع زامبيا عام 2012 وساحل العاج عام 2015. واستفاد المنتخب جيدا من خبرة رينارد ومعرفته الجيدة بكوت ديفوار التي أشرف على تدريبها قبل 3 أعوام وقادها إلى اللقب القاري الثاني في تاريخها، قبل أن يتركها للإشراف على نادي ليل حيث أقيل من منصبه ليتسلم الإدارة الفنية لـ”أسود الأطلس”. وسبق للمغرب بلوغ المونديال أعوام 1970، 1986، 1994 و1998.

وأكد رينارد أحقية المغرب بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 20 عاما. وقال رينارد “المغرب استحق التأهل، بفضل تفاني اللاعبين، لقد كانوا حاضرين ذهنيا وبدنيا وفنيا مثلما كان العاجيون في عام 2015”، عندما قاد المدرب نفسه كوت ديفوار للقب كأس الأمم الأفريقية.

وأضاف “خلال حديثي إلى اللاعبين قبل المباراة، قلت لهم إنه كان هناك جيل 1980 (كأس العالم 1986)، وجيل 1990 (كأس العالم 1994 و1998) مع مصطفى حجي الذي يتواجد ضمن جهازي الفني، والآن جاء دوركم لكتابة التاريخ. لقد فعلوا ذلك ببراعة”. وتابع “هل ستكون العودة إلى المغرب استثنائية؟ مثلما كانت عام 2015 (عودة الفيلة باللقب الأفريقي إلى أبيدجان). إنها لحظات لا تنسى. أملك فرصة عيشها، لدي بالتأكيد نجمة جيدة”.
[post_ad]
ودعا الدولي المغربي في صفوف شالكه الألماني، أمين حارث، مشجعي كرة القدم إلى متابعة “أسود الأطلس” في مونديال روسيا، مؤكدا أن منتخب المغرب سيكون له شأن كبير في النسخة المقبلة من كأس العالم. وأضاف حارث في تصريحات صحافية “لقد أكدنا علو كعبنا أمام المنتخب الإيفواري الصعب، وأننا نستحق التواجد في المونديال”. وتابع “حقننا خلال المرحلة الثانية من التصفيات، انتصارات كبيرة، والأمور واضحة في هذا الصدد”. وأردف حارث “هذا الجيل من اللاعبين، يستحق التواجد في المونديال، وستكون له كلمته إن شاء الله هناك، ومن حق الشعب المغربي أن يفرح كثيرا بهذا الإنجاز الرائع الذي طال انتظاره”.
في المقابل، قال مدرب كوت ديفوار البلجيكي مارك فيلموتس “الجميع مستاء… كان التأهل إلى المونديال الرابع حلما وهدفا بالنسبة إلي… لكننا فشلنا في ذلك”، مضيفا “نحن مستاؤون على غرار الشعب. تعلمت أنه يجب النهوض عندما نكون على الأرض”.

وبخصوص مستقبله مع منتخب “الفيلة”، قال فيلموتس “الإجابات في هذه الأجواء الساخنة ليست أبدا جيدة. تعلمت الكثير في الأشهر الستة الأخيرة لبناء فريق. هناك حقبة مع اللاعبين القدامى الذين يخوضون نهاية مسيرتهم ولاعبين واعدين صاعدين. هذا هو الحديث الذي سيكون لي مع إدارتي ومع الرئيس (الاتحاد) وسأرى كيف سيكون المستقبل”. من جهته، قال قائد كوت ديفوار مهاجم هيبي فورتشن الصيني جرفينيو “من الصعب هضم هذه الهزيمة، وهذه الخيبة… كنا نأمل في لعب مونديال آخر، مونديال ثالث بالنسبة إلي. للأسف ولكن هذه هي الحياة. إنه حقا أمر مؤسف، إنها خيبة أمل”. وأضاف “إنها ضربة قاسية ولكننا سننهض منها للمضي قدما”.

محطات المنتخبات العربية
تشهد نسخة كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا، مشاركة أربعة منتخبات عربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النهائيات، بعد ضمان المغرب وتونس تأهلهما، لينضما بذلك إلى السعودية ومصر. وكان العدد الأكبر للمنتخبات العربية في نسخة واحدة لكأس العالم ثلاثة، وسجل مرتين: مونديال 1986 في المكسيك (المغرب، الجزائر، والعراق)، ومونديال 1998 في فرنسا (المغرب، السعودية، وتونس). وغالبا ما كانت المشاركة العربية في كأس العالم توزع بين منتخب واحد (مصر في 1934، المغرب 1970، تونس 1978، الجزائر في 2010 و2014)، بينما شارك منتخبان في كل من مونديال 1982 (الكويت والجزائر)، و1990 (مصر والإمارات)، و1994 (المغرب والسعودية)، و2002 (السعودية وتونس) و2006 (السعودية وتونس).

وكانت السعودية في الخامس من سبتمبر الماضي، أول المتأهلين العرب إلى النهائيات، وذلك للمرة الخامسة في تاريخها والأولى منذ 2006، بعد فوزها على اليابان 1-0 في الجولة الأخيرة من الدور الثالث الحاسم للتصفيات الآسيوية.

وحلت السعودية برصيد 19 نقطة ثانية خلف اليابان في المجموعة الآسيوية الثانية التي ضمت أيضا أستراليا والإمارات العربية المتحدة والعراق وتايلاند. وتمكنت المملكة العربية السعودية من تحقيق ستة انتصارات من عشر مباريات، مقابل تعادل وثلاث خسارات. وتأهلت السعودية إلى المونديال للمرة الأولى عام 1994 في الولايات المتحدة، وبلغت دور الـ16. كما شاركت في كأس العالم 1998 (فرنسا)، و2002 (كوريا الجنوبية واليابان) و2006 (ألمانيا)، حيث خرجت في المرات الثلاث من الدور الأول.

في الثامن من أكتوبر الماضي، حقق المنتخب المصري لكرة القدم إنجازا طال انتظاره لنحو ثلاثة عقود، بضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990. وفاز المنتخب المصري على ضيفه الكونغو 2-1، ليتحول ملعب الجيش في برج العرب بالإسكندرية إلى مد أحمر يحتفي ببلوغ “الفراعنة” كأس العالم للمرة الثالثة بعد 1934 و1990، علما أن المنتخب خرج في المرتين من الدور الأول. وضمنت مصر صدارة المجموعة الأفريقية الخامسة أمام أوغندا وغانا والكونغو.

ومن ناحية أخرى تمكن المغرب من بلوغ كأس العالم للمرة الأولى منذ 20 عاما والخامسة في تاريخه. علما أن أفضل نتيجة للمغرب في كأس العالم تعود إلى 1986 عندما بلغ دور الـ16.

وكذلك بلغ المنتخب التونسي نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ العام 2006. وسيبحث “نسور قرطاج” عن بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى. وضمنت تونس صدارة المجموعة الأفريقية الأولى برصيد 14 نقطة، متقدمة على جمهورة الكونغو الديمقراطية (13 نقطة)، بينما ضمت المجموعة أيضا ليبيا وغينيا.

وتحددت هوية 26 من أصل 32 منتخبا من المشاركين في كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا. مع ختام التصفيات الأفريقية. وتقام قرعة كأس العالم في أول ديسمبر المقبل على أن تقام البطولة ذاتها خلال الفترة بين 14 يونيو و15 يوليو. وتأهلت عشرة منتخبات من أوروبا إلى المونديال وهي روسيا الدولة المنظمة وألمانيا بطلة العالم والبرتغال بطلة أوروبا وإسبانيا وإنكلترا وفرنسا وبلجيكا وبولندا وصربيا وإيسلندا.
وتتأهل أربعة فرق أوروبية أخرى إلى كأس العالم من خلال الملحق الفاصل الذي يجمع كرواتيا مع اليونان وإيرلندا الشمالية مع سويسرا والدنمارك مع إيرلندا والسويد مع إيطاليا.

وصعد أربعة منتخبات من قارة أميركا الجنوبية للمونديال وهي البرازيل وأوروغواي والأرجنتين وكولومبيا، فيما تلتقي بيرو مع نيوزلندا في ملحق فاصل لتحديد متأهل آخر من بينهما. وبلغت خمسة منتخبات أفريقية المونديال وهي نيجيريا ومصر والسنغال والمغرب وتونس.

وحجزت أربعة منتخبات آسيوية مقعدها في كأس العالم وهي السعودية واليابان وإيران وكوريا الجنوبية فيما تلتقي أستراليا مع هندوراس في دور فاصل ويتأهل الفائز منهما إلى روسيا. كما صعدت ثلاثة منتخبات من تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) للمونديال وهي المكسيك وكوستاريكا وبنما.

إشادة عالمية
اهتمت الصحف العالمية بتأهل المنتخب التونسي لنهائيات مونديال روسيا الصيف المقبل، بعد التعادل السلبي أمام ليبيا. وعلقت صحيفة “ماركا” الإسبانية عن تأهل تونس قائلة “تونس تُكمل العملية. نسور قرطاج كانوا يستحقون نقطة التأهل إلى روسيا. حصلوا على تذكرة السفر أمام ليبيا”. أما صحيفة “ليكيب”الفرنسية فعلقت وقالت “تونس تحصل على مكانها في روسيا. تعادل بطعم الفوز أمام ليبيا”.

وصحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية عنونت “تونس تغلق العملية، وتتأهل إلى كأس العالم نيابة عن أفريقيا، برفقة مصر، والسنغال، ونيجيريا، والمغرب”. أما صحيفة “سبورت” الإسبانية فعلقت أيضا قائلة “تونس تحجز مكانها أيضا بروسيا. تعادل سلبي في رادس ضمن لنسوط قرطاج الوصول إلى روسيا، بعد آخر مشاركة، والتي كانت في عام 2006”.

أما هيئة الإذاعة البريطانية BBC فعلقت قائلة “نقطة من ليبيا تمنح تونس تذكرة مباشرة إلى روسيا. تونس تحصد 14 نقطة، وتتصدر مجموعتها على الرغم من فوز الكونغو الديمقراطية في مباراتها”. وأخيرا شبكة “ESPN” العالمية علقت “تونس تكمل عقد المتأهلين من أفريقيا لكأس العالم. تونس تجنبت الهزيمة، لكنها فشلت في الحصول على الفوز الخامس، وحصدت 14 نقطة من أصل 18 ممكنة، بعد 4 انتصارات، وتعادلين”.

وكذلك احتفت الصحف العالمية بتأهل المنتخب المغربي إلى مونديال روسيا 2018، بعد غياب 20 عاما عن نهائيات كأس العالم، حيث كان آخر ظهور في مونديال فرنسا 1998. وعنونت صحيفة “أس” الإسبانية عن تأهل المغرب للمونديال قائلة “أشرف حكيمي في المونديال. المغرب فاز، ولاعب ريال مدريد لعب مباراة كاملة”.

أمّا صحيفة “ماركا” الإسبانية فقالت عن تأهل الأسود “المغرب يتأهل إلى كأس العالم في روسيا وينضم إلى مصر، ونيجيريا، والسنغال، وتونس من أفريقيا”.

وقالت صحيفة “ليكيب” الفرنسية “المغرب يفوز على كوت ديفوار، ويتأهل لروسيا للمرة الأولى منذ 1998.. كوت ديفوار ستغيب للمرة الأولى منذ عام 2006”. أما صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية فقالت “المغرب يعود إلى المونديال بعد 20 عاما ويقضي على كوت ديفوار”.

إرسال تعليق Blogger