ما هو الكورتيزون

الكورتيزون هو هرمون تفرزه الغدد الكظرية الموجودة على جدار الكلى، وهو الهرمون المسؤول عن القيام بعمليات حيوية مختلفة في الجسم؛ مثل: الاستجابة للضغوط النفسية، وعلاج الالتهابات، والتحكم في السلوك والبروتين، وتتحكم الغدد النخامية الموجودة في الدماغ بعمله عن طريق إرسال إشارات للغدد الكظرية لإفراز الكورتيزون عند الحاجة له، واكتشف العالمان إدوارد كندال وفيليب هنش أدوية الكورتيزون عام 1950م، وأحدثا باكتشافهما له ثورةً وتطوراً كبيراً في عالم الطب والأدوية، وكأيّ نوع من الأدوية والهرمونات، فللكورتيزون مضار كما أنّ له فوائد، وسنذكرها في هذا المقال. فوائد الكورتيزون

يُعتبر الكورتيزون (بالإنجليزية: Cortisone) أحد أهم الهرمونات التي يُصنّعها جسم الإنسان، ويلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في تنظيم العمليات المهمّة في جسم الإنسان، مثل عملية الأيض، والمناعة، والالتهاب.
ونظراً لأدواره المهمة وخاصةً في علاج الالتهاب، قام العلماء باستغلال هذه الخاصية لصنع دواء مشابه للكورتيزون لاستخدامه في علاج بعض الالتهابات والأمراض التحسسية، وغالباً ما يستخدم العلماء مصطلحي الكورتيزون والستيرويد (بالإنجليزية: Steroids) للتعبير عن القشريات السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoids) الصناعيّة.

فوائد الكورتيزون
مضاد فعال للالتهابات الحادة. علاج بعض حالات الحساسية والربو. علاج موضعي للإكزيما والالتهابات الجلدية. علاج لالتهابات المفاصل والعظام. علاج لالتهابات الأمعاء والقولون. علاج لالتهابات العيون. علاج لالتهابات الرئتين والدرن. خفض مناعة الجسم عند استخدامه في حالات زرع الأعضاء، وبالتالي منع رفضه للعضو المزروع. تنظيم الإباضة عن طريق خفض الهرمون الذكري.

أضرار الكورتيزون

ارتفاع ضغط الدم عند استخدام أدوية الكورتيزون لفترات طويلة أو عند أخذ جرعات زائدة. احتباس الصوديوم في الجسم، وبالتالي زيادة الوزن مسبباً العبء على القلب وفشلاً في عمله. تراكم الدهون في البطن والوجه والرقبة. تقلبات حادة في المزاج. عدم الانتظام في موعد الدورة الشهرية. تورم القدمين بسبب تراكم السوائل في الجسم. الإصابة بالساد بسبب ارتفاع ضغط دم العين. الإصابة بهشاشة العظام. عتمة عدسة العين. ارتفاع سكرالدم. التهاب واحمرار وألم في الجلد عند الاستخدام الموضعي للكورتيزون. ظهور حب الشباب وزيادته. التقليل من مناعة الجسم. بطء التئام الجروح. الإصابة بالالتهابات البكتيرية.

محاذير استخدام الكورتيزون

للتقليل من الإصابة بالآثار الجانبية والمضار الناتجة عن استخدام الكورتيزون ينصح باستخدامه على شكل بخاخات أو كريمات موضعية عوضاً عن استخدامه عن طريق البلع أو الحقن لكل من العين والجلد؛ لأن الجسم يمتص أقل نسبة منه بهذه الطريقة، أم الطرق الأخرى فيمتص الجسم بها كمية كبيرة من الكورتيزون، وبالتالي تزداد احتمالية الإصابة بالأضرار المذكورة، ويجب بكل الأحوال الاستعانة بالطبيب قبل الاستطباب بالكورتيزون. للتقليل من آثار الكورتيزون على العظام يجب ممارسة الرياضة بشكل دوري، وتناول حبوب الكالسيوم، وفيتامين د، لتفادي خطر الإصابة بهشاشة العظام. للحد من زيادة الوزن أثناء فترات العلاج بالكورتيزون يجب التقليل من السعرات الحرارية وتناول الأطعمة الصحية. يجب التدرج في ترك العلاج بالكورتيزون عن طريق التخفيف من الجرعات؛ لكي تعود الغدد الكظرية لعملها ولإفرازها الطبيعي للهرمون. ينصح بعدم التواجد في المناطق المتأزمة لتفادي الإصابة بعدوى؛ نظراً لضعف المناعة عند العلاج بالكورتيزون.

إفراز هرمون الكورتيزون

يُفرز هرمون الكورتيزون من الغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal gland)، إذ يحتوي جسم الإنسان على زوج من هذه الغدد صغيرة الحجم وهرمية الشكل، وتقع غدة فوق الكلية الأولى، وأخرى فوق الكلية الثانية. وتتكون الغدة الكظرية من جزئين؛ ولكل جزء وظيفةٌ محددة، ويعمل كل جزء على إفراز هرمونات مختلفة ضرورية لجسم الإنسان، فالجزء المركزيّ يُسمّى النخاع (بالإنجليزية: Medulla)، وهو مسؤول عن إفراز هرمونَي الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) والنورأدرينالين (بالإنجليزية: Noradrenaline)، أمّا الجزء الخارجي فيسمّى بالقشرة (بالإنجليزية: Cortex)، ويعمل على إفراز الأندروجينات (بالإنجليزية: Androgens)، مثل التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، و القشرانيات المعدنية (بالإنجليزية:Mineralocorticoids)، بالإضافة إلى القشرانيات السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoids)، ويمثّل الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) أبرز القشرانيات السكرية.

الاستخدامات العلاجية للكورتيزون
يعمل الكورتيزون على منع إفراز مواد كيميائية معينة من الجسم تتسبّب في حدوث الالتهاب؛ ولذلك يُستخدم الكورتيزون في علاج العديد من الحالات المرضية التي تصيب جسم الإنسان، ومن الأمراض التي يدخل الكورتيزون في علاجها:

أمراض الدم: مثل اللوكيميا، تحديداً لوكيميا الأرومة اللمفاوية الحادة (بالإنجليزية: Acute Lymphocytic Leukemia)، وكذلك ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم الناتج عن بعض الأورام، بالإضافة إلى فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia) الوراثي الناتج عن سبب غير معروف، كما يُستخدم في حالات انخفاض عدد الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Platelets) والنزيف الناشئ عن رد فعل جهاز المناعة في الجسم.

أمراض الجلد والعضلات والمفاصل: مثل الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis)، والأكزيما (بالإنجليزية: Eczema)، والتهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact Dermatitis)، وتهيّج الجلد وكافة عضلات الجسم، بالإضافة إلى التهاب المفاصل والأنسجة المحيطة بها، وكذلك مرض الحمامى عديدة الأشكال (بالإنجليزية: Erythema Multiforme)، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid Arthritis).

أمراض القلب والأوعية الدموية: مثل التهاب القلب والتهاب الأغشية المحيطة به (بالإنجليزية: Pericardium)، والتهاب الأوعية الدموية في الجسم (بالإنجليزية: Vasculitis)؛ كالتهاب الشريان الموجود في المنطقة الصدغية (بالإنجليزية: Temple Area).

أمراض الجهاز الهضمي: مثل مرض كرون (بالإنجليزية: Crohn's Disease)، وحالات عدم قدرة الأمعاء الدقيقة على هضم وامتصاص الطعام، بالإضافة إلى التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis).

أمراض الغدد الصماء: مثل التهاب الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland inflammation)، ومرض أديسون (بالإنجليزية: Addison's Disease) الذي تقل فيه إفرازات الغدة الكظرية.

أمراض الجهاز التنفسي: مثل الربو (بالإنجليزية: Asthma)، والتهاب القصبات الهوائية (بالإنجليزية: Bronchitis)، بالإضافة إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Obstructive Pulmonary Disease) وكذلك التهاب الرئة الناتج عن استنشاق المواد المهيّجة.

حالات مرضية أخرى: مثل رفض الجسم لزراعة الأعضاء، وأورام الغدد اللمفاوية (بالإنجليزية: lymphoma)؛ سواء كانت من النوع هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin's) أو اللاهودجكين (بالإنجليزية: non-Hodgkin's)، والمتلازمة الكلوية (بالإنجليزية: Nephrotic Syndrome)، والتهاب الكبد المزمن (بالإنجليزية: Chronic Inflammation of the Liver).

المضاعفات الجانبية للكورتيزون
قد يُصاب المرضى الخاضعون للعلاج بالكورتيزون، سواء كان ذلك على شكل أقراص فموية أو حقن، بالعديد من المضاعفات الجانبية، وأبرز هذه المضاعفات ما يأتي:
مضاعفات على القلب والأوعية الدموية: فقد حدثت جرّاء الخضوع للعلاج بالكورتيزون إصابات بتمزّق عضلة القلب بعد المعاناة من النوبة القلبية (بالإنجليزية: myocardial infarction)، بالإضافة إلى احتباس السوائل والصوديوم وفقدان البوتاسيوم، والإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: hypertension)، وفشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزية: congestive heart failure).

مضاعفات على الجهاز الهضمي: وتتضمّن الإصابة بالقرحة الهضميّة (بالإنجليزية: peptic ulcer) مع احتمالية المعاناة من النزيف أو الانثقاب (بالإنجليزية: perforation)، بالإضافة إلى التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: pancreatitis)، وانتفاخ البطن، والغثيان، وازدياد الشهية للطعام، كما قد يؤدي استخدام الكورتيزن إلى الإصابة بانثقاب الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، والتهاب المريء التقرحيّ (بالإنجليزية: ulcerative esophagitis).

مضاعفات على الجهاز العضلي الهيكلي: مثل ضعف العضلات، وفقدان الكتلة العضلية في الجسم، بالإضافة إلى هشاشة العظام (بالإنجليزية: osteoporosis)، والإصابة بكسور العمود الفقري الضاغطة، والكسور المرضية في العظام الطويلة، وتمزّق الأربطة.

المضاعفات النفسية: فقد يؤدي استخدام الكورتيزون إلى المعاناة من الاكتئاب الشديد (بالإنجليزية: Severe depression)، وتقلبات المزاج، وكذلك تغيرات في الشخصية، والأرق (بالإنجليزية: Insomnia)، والشعور بالابتهاج (بالإنجليزية: Euphoria).

مضاعفات على الجهاز العصبي: مثل المعاناة من التشنجات (بالإنجليزية: Convulsions)، والدوار (بالإنجليزية: Vertigo)، والصداع، والإعياء، بالإضافة إلى ارتفاع الضغط القحفي (بالإنجليزية: increased intracranial pressure).

مضاعفات على جهاز الغدد الصماء: فقد يؤدي استخدام الكورتيزون عند الأطفال إلى تأخير نموهم، بالإضافة إلى امكانية الإصابة بحالةٍ تُشبه متلازمة كوشينج (بالإنجليزية: Cushingoid state). مضاعفات على الجهاز التناسليّ: مثل الإصابة بازدياد أو انخفاض عدد وحركة الحيوانات المنوية عند الرجال، أو اضطرابات الدورة الشهرية عند النساء.

مضاعفات على العين: وأبرزها ازدياد الضغط داخل العين (بالإنجليزية: increased intraocular pressure)، والماء الازرق (بالإنجليزية: Glaucoma)، والساد (بالإنجليزية: Cataracts) أو ما يسمى بالماء الأبيض، بالإضافة إلى جحوظ العينين (بالإنجليزية: Exophthalmos).

الإصابة بالانصمام الخثاري في الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Thromboembolism)، إلا أنّ ذلك نادر الحدوث