ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺓ ﻧﻘﻴﺔ ﻁﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﻘﻪ ﻟﻐﺔ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﺠﻤﻊ ﻣﻔﺮﺩﺍﺗﻪ ﺑﺴﻬﻠﻬﺎ ﻭﻣﻌﻘﺪﻫﺎ ﻭﻭﺍﺿﺤﻬﺎ ﻭ ﻣ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻴﺔ ﻭﺍﻻﻳﻤﺎﺋﻴﺔ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻄﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﻤّﺎﻝ ﺃﻭﺟﻪ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻼ ﺃﻭ ﻣﺆﺫﻳﺎ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪﻩ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﻛﻨﻪ ﻣﺎ ﻳ ﻁﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻜﺎء ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺛﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻫﻮ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﻭﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﻭﺃﻫﻞ ﺩﺍﺭﻩ ﻭﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﺤﻔﻆ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻭﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﺞ ﻭﺍﻟﺒﺬﻱء ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻳﻘﺬﻑ ﺑﻪ ﺳﻮﺍﻩ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻭ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﺃﻭ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻟﻔﺤﻮﺍﻩ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﺘﻌﻤﻖ ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﺣﻴﻦ ﻳﻐﻴﺐ ﺍﻟﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍءﺓ ﻭﺍﻻﻁﻼﻉ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮﺏ ﻓﻴﻬﺎ. ﻓﺎﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺃ ﻭ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﻭﻳﻌﺘﺮﺽ , ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﷲ ﻣﻊ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﻟﻠﺘﻤﻴﻴﺰ ﻭﺍﻟﺒﻠﻮﻍ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺎﻓﺰ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﺑﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻣﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺘﻪ. ﻓﻤﻬﻤﺎ ﺗ ﺳﻴﻼﻗﻲ ﻋﺜﺮﺍﺕ ﻭﺳﻘﻄﺎﺕ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻄﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻓﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﻩ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻻﻫﻤﺎﻝ ﻭﻭﺻﻞ ﻟﺤﺪ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺳ ﻭﺃﻗﺮﺍﺑﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻣﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻓﻠﺘﺎﺕ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺣﻴﻦ ﻳﺜﺎﺭ ﻏﻀﺒﻪ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺘﺴﺒﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻭﺇﺯﺍء
ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﺬﻛﻴﺔ، ﻳﺪﺭﻙ ﺻﺎﺣﺒﺎﻫﺎ ﻭﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻛﻢ ﻫﻢ ﻗﺎﺩﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺠﺎﺏ ﺟﻴﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻗﻮﻻ ﻭﻓﻌﻼ ﻭﻟﻔﻈﺎ ﻭﻓﻜﺮﺍ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻻ ﻭﺳﻠﻮﻛﺎ، ﺇﺫﺍ ﺗﺨﻴﺮﻭﺍ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﺃ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪ ﻭﺷﺮﻁ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻦ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻱء ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺳﻠﻴﻂ ﻭﻣﻨﻔﻠﺖ ﻭﻏﻴﺮ ﻧﻈﻴﻒ، ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻬﺬﺏ ﻣﺘﺤﺎﻭﺭ ﺻﺒﻮﺭ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻭﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ ﻭﺍﻻﻗﺬﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ ﻭﺍﻟﻬﻤﺰ ﻭﺍﻟﻠﻤﺰ.
ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺫﻛﺮﻩ ﺳﻠﻔﺎ، ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻭﺍﻻﻳﻤﺎء ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺃﻣﻮﺭ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮء ﻭﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﺤﺪﺩ ﺍﺳﺒﺎﺏ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺴﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
1- ﺇﻓﺸﺎء ﺍﻟﺴﻼﻡ
2- ﺍﻟﺪﻋﺎء ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ
3- ﺫﻛﺮ ﷲ ﻛﺜﻴﺮﺍ
4- ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎء ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ
5- ﻛﻈﻢ ﺍﻟﻐﻴﻆ 6- ﻣﺮﺍﻓﻘﺔ ﺍﻷﻁﻔﺎﻝ ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﻢ
7- ﺗﺒﻴﻴﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺛﻮﺍﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﷲ
8- ﺇﺣﺎﻁﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﺑﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﺍﻻﻣﺘﻌﺎﺽ
9- ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻭﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﻗﻮﻝ ﺃﻱ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺟﺎﺭﺣﺔ ﻭﺫﺍﺕ ﺇﻳﺤﺎء ﺟﻨﺴﻲ ﻣﺨﻞ
10- ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺴﻘﻒ ﻋﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺩﺩ
11- ﻧﺸﺮ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺼﻔﺢ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺫﻯ
ﻭﻛﻞ ﺍﺳﺮﺓ ﺗﺴﻴﺮ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ ﺳﺘﻨﺠﻮ ﺑﺄﻓﺮﺍﺩﻫﺎ ﻭﺗﺼﻞ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻼﺡ ﺑﺈﺫﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق Blogger Facebook