1/الدولة العباسية:
الدولة العباسية في أقصى اتساعها عام 850:
أراضي بقيت تحت حكم الأمويين وفي الأندلس في بداية عهدها
أراضي استمرت تابعة للدولة العباسية حتى انهيار خلافة بغداد 1258 ميلادي.
اندلعت الثورة العباسية أول الأمر في خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني ، وهو قائد أموي انقلب على الأمويين ، وبعد نصف قرن من الدعاية السرية، نودي بأبي العباس السفاح خليفة بعد وفاة أخيه إبراهيم بن محمد بن علي ، وقد تعقب السفاح بقايا الامويين في الشام وقتلهم واحدا بعد الآخر ولهذ لقب بالسفاح .
بعد نجاح ثورتهم، نقل العباسيون عاصمتهم من دمشق إلى بغداد، التي ازدهرت طيلة قرنين من الزمن، وأصبحت إحدى أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة للعلوم والفنون، لكن نجمها أخذ بالأفول مع بداية غروب شمس الدولة العباسية.
يُعتبر أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي لدولة العباسيين حيث قام بترسيخ أقدامها في العالم الإسلامي وأقام حضارة مزدهرة وسيطر بسرعة على معظم المناطق الإسلامية التي فتحها الأمويون ولكن فقدوا بعض المناطق منها الأندلس وبعض أجزاء من دول المغرب العربي أو غرب إفريقية منها موريتانيا، لكن عوضها العباسيون في عهد الخليفة هارون الرشيد بمناطق أخرى.
- هارون الرشيد:
تُعْتَبَر خلافة هارون الرشيد بداية عصر القوة في الدولة العباسية ( العصر الذهبي )، ويشمل ذلك العصر خلافة ابنه المأمون، ثم المعتصم بن الرشيد ، فالواثق بن المعتصم؛ حيث تميز هذا العهد بقوة السلطة المركزية، وبالتنظيمات الإدارية، والإصلاحات. في عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد، وتطورت العلوم خصوصًا الفيزياء الفلكية والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية. اعتنى الرشيد أيضًا بالزراعة ومأسسة نظامها، فبنت حكومته الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع والجداول الموصلة بين الأنهار، وأسس ديوانًا خاصًا للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال الإصلاحية، ومن أعماله أيضًا تشجيع التبادل التجاري بين الولايات وحراسة طرق التجارة بين المدن .
- العصر العباسي الثاني:
بانتهاء العصر الذهبي يبدأ العصر العباسي الثاني، وتبدأ الدولة العباسية في الانهيار، بعد 100 سنة تقريباً من تأسيسها فقدت الدولة العباسية كل ما ملكته من المناطق ما عدا العراق بعد تمرد الولاة ومن أولهم أحمد بن طولون الذي استقل بمصر والشام والحجاز وتهامة وأسس الدولة الطولونية وعاصره أن الترك والفرس قد سيطروا على الجيوش العباسية بعد أن فضلهم العباسيون على العرب فضاعت هيبة الخلافة واستقلت دول كثيرة عن الخلافة العباسية منها دولة السلاجقة والدولة الفاطمية والدولة البويهية والدولة الخوارزمية وغيرها من الدول.
انتهى الحكم العباسي في بغداد سنة 1258م عندما أقدم هولاكو خان التتري على نهب وحرق المدينة وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبنائه. انتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى القاهرة بعد تدمير بغداد وحرق مكتبتها، حيث قامت الخلافة مجددًا تحت زعامة المماليك في سنة 1261م، وبحلول هذا الوقت كان الخليفة قد أصبح مجرد رمز لوحدة الدولة الإسلامية دينيًا، في حين أن سلاطين المماليك المصريين كانوا هم الحكّام الفعليين للدولة. استمرت الخلافة العباسية قائمة حتى سنة 1519م، عندما اجتاحت الجيوش العثمانية بلاد الشام ومصر وفتحت مدنها وقلاعها.
- الحضارة الإسلامية في عهد العباسيين:
العالم القديم كما رسمه الإدريسي. كان الشمال في ذلك العصر يرسم أسفل الصورة.
لم تستمر حركة الفتوحات في عهد العباسيين بالقدر الذي كانت عليه في السابق، إلا أن عصر القوة العباسي شهد نهضة علمية بالغة القوة والتنوع في شتي المجالات، شهد هذا العصر ظهور علوم نقلية كثيرة مثل : علم التفسير، وعلم القراءات، وعلم الحديث، والفقه، وعلم الكلام، واالنحو واللغة، والبيان، والأدب. وزاد الاهتمام بالعلوم العقلية مثل الفلسفة، والهندسة، وعلم النجوم، والموسيقى، والطب، والكيمياء، والتاريخ، والجغرافيا. وقد ازدهرت هذه العلوم جميعها.
انتشر كذلك فن الروايات والقصص ذات العبر ككتاب كليلة ودمنة لابن المقفع والذي مرر من خلاله نقدًا لاذعًا لولاة الأمر على ألسنة حوار جرى في مملكة الحيوان.
ومن أبرز المنجزات العلمية في العصر العباسي، رسم أول خارطة للعالم بأسره على يد الإدريسي ومن العلماء العباسيين البارزين أيضًا، ابن الهيثم المولود عام 965 والذي ألف مائتي كتاب في شتي العلوم ولعلّ كتبه حول الأشعة وانكسارها وانعكاسها أبرز ميادين كتابته، وقد حاز مؤلفه «المناظر» الذي درس به الأشعة شهرة عالمية.
كما شهد هذا العصر ظهور المدارس الفقهية لأبي حنيفة ومالك ابن أنس والشافعي وأحمد ابن حنبل.
2/الدولة الفاطمية:
الدولة الفاطمية سلالة شيعية ، تنتسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة ، من الدول التي استقلت عن الخلافة العباسية، أسسها في المغرب الأقصى عبيد الله المهدي سنة 296هـ . توالى على حكمها أبناء عبيد الله وأحفاده. استولى الفاطميون على شرق الجزائر، ثم تونس، ثم ليبيا ثم صقلية التي بقيت في حكمهم حتى 1061 م. سنة 969 م.
دخل الفاطميون في صراع مع العباسيين للسيطرة على الشام. كما تنازعوا السيطرة على شمال إفريقية مع أمويي الأندلس.وتمكنوا من إخضاع الحرمين ما بين سنوات 965-1070 م.
- فتح الفاطميين لمصر:
في سنة 358هـ أرسل المعز قائده جوهر الصقلي لغزو مصر؛ فنجح في فتحها وضمها إلى الدولة الفاطمية، فأنشأ مدينة القاهرة وأنشأ بها الجامع الأزهر[معلومة 11]. وبعد قليل انتقل الخليفة المعز إلى مصر، واتخذ من القاهرة عاصمة لدولته، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مصر مقراً للخلافة الفاطمية . توالى على حكم مصر في ذلك العصر عشرة خلفاء يمكن تقسيمهم إلى عصرين: عصر القوة ويشمل الخلفاء: العزيز بالله بن المعز، والحاكم بأمر الله بن العزيز، والظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم. بعد ذلك يبدأ عصر الضعف. الذي سيطر فيه الوزراء على الحكم.
انتهى العصر الفاطمي نتيجة لتنازع الوزراء في عهد الخليفة العاضد لدين الله الذي خلف الفائز، فقد تنازع شاور بن مجير السعدي وضرغام بن عامر المنذري اللخمي على الوزارة ، واستنجد ضرغام بالقوات الصليبية الموجودة في بيت المقدس، بينما استعان شاور بنور الدين محمود سلطان دولة الزنكيين في الموصل الذي أرسل قائده أسد الدين شيركوه ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي إلى مصر. وانتهى النزاع بمقتل الوزيرين وعزل آخر الخلفاء الفاطميين العاضد، واستقلال صلاح الدين بمصر.
- ملامح العصر الفاطمي:
كان للفاطميين أثر كبير في التاريخ الإسلامي بشكل العام والمصري بشكل خاص، حيث تقدمت العلوم والفنون في عهدهم وكانت القاهرة حاضرة زمانها يفدها الطلاب من أنحاء العالم للتزود بالعلم والمعرفة وبنيت بها دار الحكمة والأزهر وانتشرت الكتب وجعل المال من أجل الشعراء والأدباء، وارتبطت الكثير من العادات والتقاليد والطقوس والقصص الشعبية بالدولة الفاطمية في مصر حيث ما زال التأثير الفاطمي يظهر في مصر أثناء شهر رمضان والأعياد. ومازل المصريون يتذكرون موكب حصان الخليفة المهيب الذي كان يخرج يوم المولد النبوي فيصنعون حلوى تشبه هذا الحصان.
إرسال تعليق Blogger Facebook