- خلافة عثمان بن عفان:
يقسم عادة المؤرخون خلافة عثمان بن عفان (اثنتا عشر سنة) إلى قسمين : ست سنوات هادئة وست سنوات في اضطرابات وفتن. الست سنوات الأولى توبعت فيها الفتوحات واستمر تقدم الجيوش الإسلامية في شمال أفريقيا وآسيا الوسطى، أما الست السنوات الأخيرة فقد تميزت بظهور الاضطرابات لاسيما في مناطق مثل العراق ومصر.
بدأت بوادر الفتنة في الظهور في أواخر عهده على يَدِ يهودي يُسَمَّى عبد الله بن سبأ، وكان أوَّلُ ظهوره في اليمن عام (30هـ), حيث أظهر الإسلام, ولكنَّه طعن فيه وأخذ يقول أنه عين الولاة لقرابتهم وأنه حرق المصاحف، فأخذ يتنقَّل بين بلاد المسلمين ناشرًا أفكاره وآراءه حتى كثر أتباعه .
- الفتوحات في عهد عثمان:
كانت الفتوحات أيام عثمان بن عفان واسعة؛ إذ أضافت بلادًا جديدة في تركيا وقُبْرُص وأرْمِينِيَة، وأَجْبَرَت مَن نَقَضَ العهد إلى الصلح من جديد في فارس، وخراسان، وباب الأبواب، وصارت هناك فتوحات جديدة في بلاد السند، وكَابُل، وفَرْغَانَة. تمت في عهده توسعة المسجد النبوي عام 29 – 30 هـ، وقد أنشأ أول أسطول بحري إسلامي لحماية الشواطئ الإسلامية من هجمات البيزنطيين. وكان من أهم إنجازاته جمع كتابة القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع القرآن الكريم في مصحف مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي.
- جمعه للقرآن الكريم في مصحف واحد:
أعظم أعمال عثمان أنه جمع المسلمين على مصحف واحد بعد أن بدأت القراءات في الاختلاف بسبب انتشار الإسلام في بلاد كثيرة وانتشار لهجات مختلفة فكان الخوف من اختلاف كتابة القران وتغير لهجته، فجمع عثمان المسلمين على لهجة قريش وهي لهجة العرب وكتب القرآن بلسان العرب ليصبح للمسلمين كتاب واحد هو المصحف العثماني.
- مقتل عثمان:
اقتحم المتآمرون بيت عثمان وهجموا عليه وهو يقرأ القرآن، فأكبّت عليه زوجته نائلة لتحميه بنفسها، لكنهم ضربوا يدها بالسيف فقُطعت أصابعها، وتمكنوا من عثمان فضربوه بالسيف، فسال دمه على المصحف الذي كان يقرأ منه، ومات شهيدًا في صبيحة عيد الأضحى يوم الجمعة 18 من ذي الحجة سنة 35 هـ، ودفن بـالبقيع.
وكانت هذه شرارة نشوب فتن وحروب أخرى عديدة، مثل حرب الجمل، ومعركة صفين، وبداية ظهور الخوارج.
- خلافة علي بن أبي طالب وفتنة مقتل عثمان:
الدولة الإسلامية خلال عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، اللون الأخضر الباهت يظهر المناطق التي لم تكن خاضعة لسيطرته بالكامل.
بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل عثمان رضي الله عنه انتقل على رضي الله عنه إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إلى هناك.
رأى علي رضي الله عنه تأجيل تنفيذ القصاص حتى تستقر الأمور في المدينة، وكان كثير من الصحابة مع علي رضي الله عنه في رأيه، ولكن كان هناك مجموعتان يرون رأيًا مخالفًا؛ فكانوا يرون وجوب القصاص الفوري من قتلة عثمان رضي الله عنه،
الفريق الأول: يضم السيدة عائشة، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، والزبير بن العوام رضوان الله عليهم، والفريق كله من أهل الجنة كعلي رضي الله عنه تمامًا.
الفريق الثاني : يضم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والي الشام من قِبَل عثمان، والذي يعتبر نفسه ولي دمه؛ لأنه من بني أمية مثله.
- موقعة الجمل:
في شهر جمادى الآخرة سنة 36هـ خرج الفريق الذي يضم السيدة عائشة والزبير وطلحة إلى البصرة؛ لتنفيذ القصاص في قتلة عثمان رضي الله عنه، وللإصلاح بين المسلمين فقرَّرَ أن يتجه إلى البصرة ليردهم إلى المدينة، ولكنَّ الحسن بن علي رضي الله عنه نصحه بعدم الذهاب؛ لأن تواجه الجيوش لا بد أن يُسفِر عن حروب وخسائر دامية، ولكن عليًّا رضي الله عنه صمَّم على الذهاب.
لاحت بشائر الصلح، وذَكَر الزبير بقول النبي : [ لَتُقَاتِلَنَّهُ وَأَنْتَ ظَالِمٌ لَهُ ..] وتذكر الزبير ذلك وأراد الصلح فلما علم المتآمرون ببوادر الصلح قاموا بالاختلاط بين الناس في المعسكرين، ويهيجوا الناس على القتال قبل أن يصطلحوا. التحم الجيشان واشتدت المعركة أمام الجمل الذي عليه هودج عائشة حتى قتل أمامه 70 رجلاً فأمر على رضي الله عنه فعقر الجمل حتى يهدأ القتال وأمر بحراسة السيدة عائشة حتى عودتها إلى المدينة. انتهى القتال وانتهت الفتنة جزئياً وبقت مشكلة معاوية.
- معركة صفين:
في محرم سنة 37 هـ أراد على أن يعزل معاوية من على الشام فخرج إليه بجيشه وبعث إلى معاوية يبين حجته إلا أن هذا لم يجدِ، فدار القتال عند صفين، وقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه على يد جيش معاوية وقد قال له النبي : [ وَيْحَ عَمَّارٍ! تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ] وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم.
شعر على أنها خديعة إلا أن الصحابة أصروا على قبول التحكيم فقبل به.اجتمع الحكمان في دومة الجندل ، كان عمرو بن العاص المفاوض من قبل جيش معاوية بن أبي سفيان، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل جيش علي بن أبي طالب. فكتبت صحيفة التحكيم وتوقف القتال وأذن على رضي الله عنه بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية رضي الله عنه بجيشه نحو العراق.
- ظهور الخوارج ومقتل علي بن أبي طالب:
انشق مجموعة من جيش على (12000) يرفضون التحكيم من أساسه، مع أنهم هم الذين فرضوه عليه، وكفروا علياً. ناظرهم على وفقهاء الصحابة لكنهم لم يسمعوا لأحد.
في سنة 38 هـ اجتمع الخوارج في مكان يسمى النهروان ، قاتلهم على بعد ما فشلت معهم الحجة فقتل منهم الكثير وفر منه طائفة وانقسموا بعد ذلك إلى 20 فرقة.
في سنة 39 هـ تصالح على ومعاوية على وقف القتال على أن يكون معاوية على الشام لا يتدخل فيها أمير المؤمنين.
في سنة 40 هـ رصد الخوارج ثلاثة منهم ليقتلوا معاوية وعلياً وعمرو بن العاص بيد أنهم لم ينجحوا إلا في مقتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.
في 16 رمضان سنة 40 هـ تربص اثنان من الخوارج بعلي رضي الله عنه عند خروجه كعادته ليوقظ الناس قبيل صلاة الفجر للصلاة، فقتلوه عند بابا المسجد فصاح قائلاً : [ فزت ورب الكعبة ].
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
إرسال تعليق Blogger Facebook